في 22 يونيو عام 1941 ، قامت ألمانيا بغزو ضد الإتحاد السوفياتي و التي سميت بعملية بابروسا ، هذا الغزو - الذي سجل كأبر غزو في التاريخ و الذين كان بداية لأكبر دموية شهدها العالم ، كانت الجبهة الشرقية من أوروبا الأكثر دموية في الحرب العالمية الثانية ، و قد تم التوافق بين المؤرخين بأنها الأكثر كلفة من الناحية البشرية ، و التي راح ضحيتها 30 مليون انسان تقريبا و التي تعد ايضا أكبر التحام بري في الحرب العالمية الثانية ، و قد كان هناك تجاهلا واضحا لحق الإنسان في الحياة من الطرفين .
زعيم الإتحاد السوفياتي ، جوزيف ستالين ، قد كان يعلم سابقا بوجود حملة عسكرية ضد بلاده و ذلك من خلال شبكة المخابرات السوفايتيه ، و لكن تجاهل هذه المعلومات و ذلك لوجود تضارب في معلومات المخابرات ، علاوة على ذلك ، قبل ليالي من الهجوم على السوفييت ، تم الإعلان عن مستند عسكري موقع من المارشال تومشكينو و قائد الجيش السوفياتي جورجي Georgi Zhukov، و الذي احتوى على اوامر تحث الجيش بعدم الإنجرار لأي استفزاز من قبل الجنود الألمان ، و عدم القيام بأي شئ دون أوامر عسكرية ، نتيجة لذلك ، سقطت اعداد ضخمة من فيالق الجنود السوفيت في يد الألمان ، و الذي تم مشاركتهم من الجيش الإيطالي ، الهنجاري و الجيش الروماني الذين دخلوا إلى الحملة العسكرية مع ألمانيا ، ، بالنسبة لفنلندا فقد كانت في البداية قد أعلنت الحياد ، رغم ذلك ، و بوجود الجيش الألماني و السوفياتي على أراضيها ، اخيرا جاء قرار فنلندا بإرسال الجيش ليشترك مع ألمانيا ضد الإتحاد السوفياتي ، و الذي تم مهاجمته في يونيو 25. يسمى التوتر العسكري في فترة ما بين عام 1941 - 1944 بـــ الحرب المستكملة ، و لذلك بربطها بحرب الشتاء .
ان عملية باربروسا عانت من البداية ببعض أساسياتها ، من بعض هذه الأخطاء هي الخطأ اللوجستي خلال الهجمات ، ان توغل الألمان إلى مسافات شاسعه داخل الأراضي السوفياتيه يؤثر على وصل الإمدادات لهم ، لذلك تم تجمد الهجمات الألمانية في الإتحاد السوفياتي قبل الوصول إلى موسوكو في ديسمبر 5 عام 1941 ، حرفيا لم يستطع الجيش الألماني التقدم بكل ما تحوي الكلمة من معنى ، و ذلك كما اشرت لعدم وجود اي امدادات للهجمات أو لصد الهجمات المتردة من السوفيات ، ان الزمن المتوقع لعملية بابروسا كان يكفي لشل السوفييت في اعتقاد الخبراء العسكريين الألمان ، و ذلك قبل حلول الشتاء ، عدم نجاح ذلك أدى إلى فشل فادح في خطط الألمان .
خلال التراجع السوفياتي ، استخدم السوفييت سياسة الأرض المحروقة ، فقد كانوا يحرقون المحاصيل و المرافق العامة و الخدماتيه خلال تراجعهم من قبل ألمانيا ، كل ذلك ساهم في المشكلة الألمانية اللوجستيه التي عانت منها ألمانيا خلال الغزو ، الأهم من ذلك ، استطاع السوفييت ان ينقلوا مناطقهم الصناعيه بعيدا عن وطيس الحرب إلى الشرق .
أدى طول الفترة الزمنية للحملة الألمانية على الإتحاد السوفياتي بأضرار بالغة على الجيش الألماني ، حيث اصيب مئات الآلاف من الجنود الألمان بحمى و نزلات البرد نتيجة البرد القارس للشتاء السوفياتي ، و زاد ذلك الضرر من خلال الهجمات المرتدة للوحدات السوفايتيه .
مع كل تلك الأضرار التي جابهت الألمان خلال الحملة ، استطاع الألمان ان يسيطروا على مساحات شاسعه من شرق الإتحاد ، وخمسين الإقتصاد السوفياتي ، ادى ذلك إلى خسائر فادحة للجيش السوفياتي .
بعد بداية الغزو بنحو ثلاث شهور ، قامت الجيوش الألمانية بعمل حصار شديد على مدينة لينجراد ( و المعروف بحصار لينجراد ) ، ساعدتها من الشمال القوات الفنلندية، و من الجنوب القوات الألمانية ، قامت القوات الفنلندية بوقف هجومها عن نهر سيفر و امتنعت عن مهاجمة المدينة ، بينما هتلر اصدر أوامره بأن تمسح مدينة لينجراد عن وجه الأرض ! ، فقام بعمل حصار عن المؤن و المعدات الطبية للمدينة حتى حصلت مجاعه في البلاد ، بينما ركز القصف الجوي و المدفعي على المدينة .. ادى ذلك لموت نحو مليون مدني خلال حصار لينجراد ، 800 الف منهم ماتوا بسبب المجاعة و الحصار الذي استمر نحو 506 ايام ، كما كانت الطريق الوحيدة الموجودة للمدينة هي بحيرة لودجا و التي تقع بين الجنود الألمان و الفنلندين .
بعد الشتاء الدائم بين 1941 - 1942 ، اعد الجيش الألماني لعملية هجومية ، كانت من أكبر المشاكل التي عانى منها الجيش الألماني هي قلة البنزين ، لذلك قررت القيادة الألمانية التوقف عن الوصول إلى موسكو ، و في صيف 1942 ، تغير اتجاه الحرب لتصبح في الجنوب ، و ذلك للوصول إلى حقول البترول في كاكاسوس Caucasus ، كما قام هتلر بتقسيم جيشه إلى مجموعتين في الجنوب ، مجموعة للهجوم على كاكاسوس و المجموعة الثانية للهجوم على ستانليغراد .( و التي تسمى الان ب فلوججراد ) .
رغم تردد هتلر ، و المعارضة بين ضباطه ، و مع زيادة الدعم لخطوط المعركة في شوارع ستانليجراد ، استطاع الألمان ان يحتلوا 90% من مساحة المدينة ، لكن ، استنفذت قوى الجيش الألماني و ذلك لإنجراره لحرب شوارع مع بقايا الجيش السوفياتي في صراع مباشر و مرير ، و مع تركه القوات الرومانيه و الهنجارية لحراسة الأماكن المسيطر عليها ، خلال عملية تسمى أورانس ، استطاع السوفيات التغلب بسهولة على ما تبقى من جيوش المحور ، الجنود الألمان الذي تبقوا في المدينة حوصروا و تم قطع جميع الإمدادات العسكرية عنهم ، رغم ذلك و رغم حصول مجاعة بينهم ، أمرهم هتلر بالقتال حتى آخر جندي يتبقى لديهم . قاتل هؤلاء الجنود و اظهروا صمودا و ثباتا لا يوصف و شجاعة رغم كل الظروف الصعبة الذي مروا بها .
بسبب النقص في الغذاء و العتاد العسكري و الوقود ، بدأت وتيرة الحرب لدى الألمان تقل ، ذلك أدى إلى استسلام جزئي من القوات الألمانية المحاربة في 2فبراير عام 1943 ، في محاولة يائسة من هتلر ليمنع الإستسلام ، قام بترقية القائد فريدرش باولوس قائد الجيش السادس إلى مارشال ، لأن لا يوجد اي ضابط يحمل هذه الرتبة قد استسلم ابدا .
ادت المعارك في ستانليجراد إلى خسائر فادحة بين الطرفين ، و التي صورت بأكبر معركة دموية في التاريخ ، قتل ما يقارب عن مليون و نصف انسان ، 100,000 منهم من المدنين العزل .
بعد معركة ستانليجراد ، المبادرة سقطت من ايدي الألمان و لكنها لم تصل السوفييت بعد ، في محاولة يائسة ، قامت الجيوش الألمانية بشن هجمة مرتدة في ربيع عام 1943 ، اوقفت تقدم السوفييت مؤقتا ، و التي ادت إلى أكبر معركة مدرعات ثقيلة في التاريخ في كورسك . كانت كورسك هي اخر هجمة من الجيش الألماني في الجبهة الشرقية ، لكن السوفيتين كان لديهم جواسيس عده و كانوا على علم ما يخطط له من الجانب الألماني ، فقاموا بإنشاء درع دفاعي للمدينة ، و استطاعوا ايقاف الهجمة الألمانية من بعد 17 ميل . بعد معركة كورسك ، لم يتوقف الجيش الأحمر عن الهجوم و الغزو حتى وصوله إلى برلين و السيطرة عليها و ذلك في مايو 1945 .
ان الإتحاد السوفياتي قد التحمل العبء الأكبر في الحرب العالمية الثانية ، و التي لم تكن الجبهة الغربية قد بدأت حتى يوم دي ( The D-DAY ) ، كما ان اعداد القتلى من المدنين السوفيات كانت أكثر من كل الدول التي مرت بها الحرب ! ، تقريبا قتل 27 مليون سوفيتي ، منهم 20 مليون مدني قتلوا فقط في الغزو الألماني للإتحاد السوفياتي ، تم احراق الكثير من المدنين أو تم اعدامهم بدم بارد خلال احتلال الألمان للمدن ، و ذلك لإعتبارهم نصف آدميين في ايدلوجية الحزب النازي .
قتل نحو 7 مليون جندي من الجيش الأحمر في المواجهات مع الألمان و حلفائهم في الجبهة الشرقية ، اما من جانب المحور فقد قتل لهم 6 مليون جندي و ذلك خلال المعارك أو تأثر من الإصابة ، مرض أو المجاعة ) بعض مئات الالاف وصفوا كأسرى حرب و تم اعدامهم في Soviet gulags ( معسكرات ، سجون ) .
قامت أمريكا بإنشاء برنامج ليند - ليس Lend Lease الداعم من جهة بريطانيا ايضا ، و الذي استفادت منه القوات السوفياتيه ، فقد تم توصيل الكثير من المعدات العسكرية إلى الموانئ السوفياتيه بمخاطرة كبيرة