10 خطوات لإنقاذ المراهق من براثن السجائر

ربما يكون تدخين المراهقين للسجائر عملا بريئا، لكنه قد يتحول إلى عادة تلازمه مدى الحياة، وبالتالي يجلب معه مضاعفات التدخين التي تضر بالصحة.
الحقيقة، أن الغالبية العظمى من المدخنين بدأوا عادة التدخين في سن المراهقة، إذا ما هو رهانك الأفضل في هذه الحالة؟ انه بالتأكيد الحؤول دون لجوء ابنك المراهق او ابنتك المراهقة إلى الشفة الأولى من تدخين السجائر لتجنيبه، أو تجنيبها، الوقوع فريسة هذه العادة المدمرة للصحة والجمال.
إليك عشر خطوات لتنجح في إنقاذ ابنك من الوقوع في براثن هذه السموم القاتلة:

-1 تعرف على الأسباب والدوافع التي جعلته يدخن:
فأحيانا كثيرة يلجأ المراهق إلى السيجارة الأولى من باب العصيان للمألوف أو الثورة على الواقع المرفوض من قبلهم، بهدف التحرر بعض الشيء من قوانين الكبار وأمزجتهم وأوامرهم. وأحيانا يلجأ المراهقون إلى السجائر من باب المتعة في مسايرة المحيط، إذا كانت مجموعة الأصدقاء المحيطين بهم يدخنون، حتى لا يشعروا بأنهم مختلفون أو ضعفاء أمام زملائهم المدخنين. وهناك من يلجأ من المراهقين إلى التدخين بهدف النحافة (خصوصا بين الفتيات) لاعتقادهن أن السجائر تبطل الشهية وتخفض الوزن.
للحؤول دون لجوء ابنك المراهق الى التدخين احرص على أن تكون مستوعبا ومدركا جيدا لكل هذه الأمور الطارئة فور بروزها. والأفضل أن تكون مهيأ لها قبل وقوعها، أي كن مستعدا لمواكبة ابنك خلال سنوات مراهقته. تحدث إليهم اسألهم كل ما تريد أن تعرفه بدون استفزاز، مثل أن تستفسر إذا ما كان بين الأصدقاء احد يدخن، أو إذا ما كان متضايقا من وزنها. لا تتأخر في الثناء على القرارات أو الخيارات التي يتخذونها وبالتالي لا تتأخر أيضا في التعليق والاعتراض على القرارات أو الخيارات السيئة.

-2 قل لا
قد تعتقد أن ابنك لا يستمع إليك، لكن هذه الظنون يجب أن تمنعك عن قول 'إن التدخين غير مسموح به مطلقا'. دعه يعرف انك تعارض التدخين. كن على ثقة أن رفضك العلني والمتكرر سيكون له تأثير ووقع ايجابي في مدى تعلقه بالسجائر. فقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن نسبة المدخنين بين المراهقين الذين أهاليهم يعارضون التدخين اقل بكثير من نسبة هؤلاء الذين أهاليهم لا يبالون أو لا يعبرون عن رفضهم بالطريقة المناسبة.

-3 كن مثالا صالحا:
نسبة المراهقين المدخنين الذين والديهم أو احد الوالدين مدخن أعلى بكثير من هؤلاء الذين ينتمون لأسر لا يوجد فيها مدخنون. إذا كنت غير مدخن دع في سلم أولوياتك مهمة تجنيب ولدك هذه العادة المؤذية. أما إذا كنت مدخنا فأقلع فورا حتى لو اضطرك الأمر إلى اللجوء إلى استشارة اخصائيين او حتى دخول مصح. والى أن تقلع ابدأ فورا بالتوقف عن التدخين داخل المنزل او في السيارة أو أمام أطفالك، واحرص على ألا تترك سجائرك في مكان يمكن لأولادك الوصول إليه.
أما إذا كان أطفالك يعرفون انك مدخن حاول أن تشرح لهم كم أن الوضع غير مريح لك ولا يسرك أبدا، وانك تتوق بصدق للإقلاع، وكم أن التخلص من هذه العادة المضرة صعب.

-4 التدخين عادة عديمة المنافع بشعة:
اشرح رأيك حول بشاعة تأثير السيجارة على الصحة والجمال. أعط أمثلة عن كيف تسبب السجائر أمراض القلب وسرطانات الرئة واللثة والدم وهشاشة العظام والسعال المتواصل، وتضعف قوة العضلات والطاقة إلى درجة يصبح معها إمكان ممارسة الرياضة والنشاطات الترفيهية أمرا صعبا وغير ممتع. اشرح كيف تعمل السجائر على صبغ الأسنان باللون الأصفر القبيح وتجعل رائحة الفم والشعر والثياب كريهة ومنفرة.

-5 خسائر مادية:
قم بحسبة رياضية كم يدفع المدخن في اليوم والأسبوع والشهر والسنة مقابل شراء السجائر، ثم أعط أمثلة ايجابية كيف يمكن الاستفادة من تلك المبالغ في شراء أشياء يحبها مثل الألعاب الالكترونية والثياب الجميلة وسواها.

-6 كن مستعدا لمجابهة التحديات:
بالطبع تأثير الأصدقاء فينا، كما في أولادنا سريع وكبير. ولكن هذا لا يعني أن بإمكانك تسليح ابنك بالذرائع اللازمة التي تساعد على رفض السيجارة الأولى أو الثانية التي يعرضها صديق من باب المشاركة. ابدأ بنفسك وارفض سيجارة عرضها عليك صديق أمام ولدك، وقل بصوت مسموع وواثق 'لا شكرا أنا لا أدخن ولا أحب التدخين'. لا تكترث لمشاعر الصديق وفكر أولا وأخيرا بصحتك وصحة أولادك.

-7 خذ الموضوع على محمل الجد:
كثيرون من المراهقين يعتقدون أن بإمكانهم الإقلاع عن التدخين وقت ما شاءوا، ذلك لأنهم لا يدركون مدى تأثير النيكوتين والتار في دمائهم على مر الوقت. وهم لن يعرفوا ذلك إلا بعد فوات الأوان أي بعد أن يكتشفوا إدمانهم.

-8 التنبؤ بالمستقبل:
الإدراك المحدود للواقع لدى المراهق يجعله يعتقد أن مكروها ما لا يحدث له. اشرح له أن الصحة لا تدوم إذا ما أهملناها، وان التدخين يجعله عرضة لعدد كبير جدا من الأمراض والعلل، مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطانات. أعطه أمثلة عن احد يعاني من تلك الأمراض في العائلة أو الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران (إن وجد) واشرح له الأوجاع والعذاب الذي يمر به بسبب التدخين، وكيف أن العليل يمكن أن يسبب الألم والحزن لذويه وأقاربه وأصدقائه.

-9 فكر ابعد من السيجارة:
كثيرون مقتنعون أن تدخين السجائر 'المخففة' أو 'اللايت'، وتلك المطعمة بنكهات إضافية والنارجيلة، مضاعفاتها الجانبية اقل بكثير من تدخين السجائر العادية. وهي أوهام بعيدة الحقيقة كما أثبتته آلاف الدراسات والأبحاث العلمية. فالنيكوتين والتار وغيرهما من العناصر القاتلة والمضرة بالصحة موجودة بكل تلك الأنواع. أي أن التدخين بشتى أنواعه ضار. فعلى سبيل المثال أن من يلجا إلى 'اللايت' يستهلك أضعاف عدد السجائر التي يستهلكها مدخن السجائر العادية وبالتالي المساوئ متساوية.

-10 خذ المبادرة الأولى:
عند بلوغ ابنك سن المراهقة احرص على ألا ينقطع الحوار بينكما وفي شتى المواضيع مهما كانت بسيطة أو حساسة. اكتشف المشكلة إذا كانت موجودة، أو يمكن أن تقع. ابحث معه في الأسباب والحلول. احرص أن يكون ابنك المراهق منشغلا في أكثر من نشاط بالإضافة إلى المدرسة (رياضة، موسيقى، رسم، أصدقاء.،.)
مساعدة المراهق على الإقلاع عن التدخين لا يوازيها أهمية إلا الحؤول دون جعله يلجأ إلى الشفة الأولى. وإبقاء المراهق خارج براثن السجائر يعني انك أبقيته بعيدا عن 85% من الأمراض التي قد تفترس شبابه ومستقبله الصحي.