الغطس بالإشباع
تعرقل طريقة الغطس بالهواء استكشاف أىّ موقع تحت البحر رغم أنّها أمكنت استخراج العديد من الحطام الواقعة على عمق تراوح بين 60 و 80 مترا. فهذه الطريقة التّقليديّة لا توفّر إلاّ عمليّات استكشاف قصيرة المدى واحصائيّات الثّروات تحت البحريّة فى ظروف صعبة وكثيرة الأخطار.
لذلك عمل الباحثون على إيجاد حلول لتجّنب هذه الصّعوبات والمخاطرحتّى وصلوا إلى ما سمّى "بالغطس بالاشباع". تتمثّل هذه العمليّة التىتوّفرالوقت الكافى للغطّاس للقيام بتنقيب منهجى فىاستعمال خليط من عدّة مواد غازيّة
يصل الغطّاس، أثناء الغطس إلى توازن انحلال المواد الغازيّة فى حين تبقى فترة تخفيف الضّغط مستقلّة عن مدّة بقاء الغطّاس تحت الماء. يربط الغطّاس إلى سطح الماء بواسطة برج صغير ويبقى تحت الماء وسط صندوق مكيّف الضّغط ومناسب لعمق الموقع تحت البحرى ولا يخفّف ضغطه إلاّ فى نهاية العمل.
وقع تجريب هذه الطّريقة فى الغطس على حطام السّفينة هيليوبوليس 2 Héliopolis 2 قرب مدينة تولون Toulon سنة 1988 . قام بالتّجربة أربعة غطّاسون من البحريّة الوطنيّة على عمق 80 مترا انطلاقا من البرج الذى يربطهم بالسّطح.
نتج عن ذلك استخراج حوالى عشرون دنّ ورسم مخطّط للحطام.
تعتبر طريقة الغطس بالإشباع أكثر منهجيّة وتنظيما من طرق الغطس الكلاسيكيّة لكنّها غير مناسبة لعمليّات التّنقيب التقليديّة نظرا لأهميّة الّمويل الذى تتطلّبه لذلك وجب استعمالها فى التّنقيب عن حطام ممتازة فى مواقع كبيرة الأهميّة .